فصل: قال ابن القيم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في السورة الكريمة:

قال عليه الرحمة:
سورة المدثر عليه الصلاة والسلام:
قوله جل ذكره: (بسم الله الرحمن الرحيم)
(بسم الله) كلمة سماعها نزهة قلوب الفقراء، كلمة سماعها بهجة أسرار الضعفاء، راحة أرواح الأحباء، قوة قولب الأولياء، سلوة صدور الأصفياء، قرة عيون أهل البلاء.
قوله جلّ ذكره: {يا أيُّها المُدّثِّرُ قُمْ فأنذِرْ}.
يا أيها المتدثر بثوبه.
وهذه السورة من أول ما أُنْزِل من القرآن. قيل: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى حِراء قبل النُّبُوة، فبدا له جبريلُ في الهواء، فرجع الرسول إل بيت خديجة وهو يقول «دثِّروني دثِّروني» فدُثِّر بثوبٍ فنزل عليه جبريل وقال: {يا أيُّها الْمُدّثِّرُ قُمْ فأنذِرْ} وقيل: أيها الطالبُ صرْف الأذى عنك بالدثار اطلبْه بالإنذار.
ويقال: قُمْ بنا، وأسْقِطْ عنك ما سوانا، وأنذِر عبادنا؛ فلقد أقمناك بأشرف المواقف، ووقفناك بأعلى المقامات.
ويقال: لمّا سكن إلى قوله: {قُمِ} وقام قطع عن السُّكونِ إلى قيامِه، ومن الطمانينة في قيامه.
قوله جلّ ذكره: {وربّك فكبِّرْ}.
كبِّرُه عن كلِّ طلبٍ، ووصْلٍ وفصْلٍ، وعِلّةٍ وخلْقٍ.
{وثِيابك فطهِّرْ}.
طهِّرْ قلبك عن الخلائق أجمع، وعن كلِّ صفةٍ مذمومة.
وطهِّرْ نفْسك عن الزّلاّت، وقلبك عن المخالفات، وسِرّك عن الالتفاتات.
ويقال: أهْلك طهِّرْهم بالوعظ؛ قال تعالى: {هُنّ لِباسٌ لّكُمْ} [البقرة: 187]، فيعبر عنهن- أحيانا- بالثياب واللِّباس.
قوله جلّ ذكره: {والرُّجْز فاهْجُرْ}.
أي: المعاصي. ويقال: الشيطان. ويقال: طهِّرْ قلبك من الخطايا وأشغال الدنيا.
ويقال: منْ لا يصِحُّ جِسْمُه لا يجد شهوة الطعام كذلك منْ لا يصِحُّ قلبُه لا يجد حلأوة الطاعة.
{ولا تمْنُن تسْتكْثِرُ}.
لا تُعْطِ عطاء تطلب به زيادةٍ على ما تعطيه.
ويقال: لا تستكثِرْ الطاعة من نفسك.
ويقال: لا تمنُنْ بعملك فتسْتكثِر عملك، وتُعْجب به.
{ولِربِّك فاصْبِرْ}.
أي: أنت تُؤذى في اللّهِ. فاصبرْ على مقاساةِ أذاهم.
قوله جلّ ذكره: {فإِذا نُقِر في النّاقُورِ فذلِك يوْمئِذٍ يوْمٌ عسِيرٌ على الْكافِرِين غيْرُ يسِيرٍ}.
يعني: إذا قامت القيامةُ، فذلك يومٌ عسيرٌ على الكافرين غيرُ هيِّنٍ.
قوله جلّ ذكره: {ذرْنِى ومنْ خلقْتُ وحِيدا}.
أي: لا تهتمْ بشأنهم، ولاتحْتفِلْ؛ فإنِّي أكفيك أمرهم.
إنِّي خلقْتُه وحدي؛ لم يشارِكْني في خلقي إيّاه أحدٌ.
ويحتمل: خلقْتُه وحْده لا ناصر له.
قوله جلّ ذكرهُ: {وجعلْتُ لهُ مالا مّمْدُودا وبنِين شُهودا}.
حضورا معه لا يحتاجون إلى السّفرِ.
{ومهّدتُّ لهُ تمْهِيدا}.
أراد: تسهيل التصرُّف، أي: مكّنْتُهُ من التصرُّف في الأمور.
{ثُمّ يطْمعُ أنْ أزِيد}.
يطمع أن أزيده في النعمة.
{كلآّ إِنّهُ كان لأياتِنا عنِيدا}.
جحودا.
{سأُرْهِقُهُ صعُودا}.
سأحمله على مشقّةٍ من العذاب.
{إنّهُ فكّر وقدّر فقُتِل كيْف قدّر ثُمّ قُتِل كيْف قدّر}.
أي: لُعِن كيف فكّر، وكيف قدّر، ويعني به: الوليد بن المغيرة الذي قال في النبي صلى الله عليه وسلم: إنّه ليس بشاعرٍ ولا بمجنونٍ ولا بكذّاب، وإنه ليس ساحر، وما يأتي به ليس إلا سحرٌ يُرْوى:
{ثُمّ نظر ثُمّ عبس وبسر ثُمّ أدْبر واسْتكْبر فقال إِنْ هذآ إِلاّ سِحْرٌ يُؤْثرُ إِنْ هذآ إِلاّ قول الْبشرِ سأُصْلِيهِ سقر ومآ أدْراك ما سقرٌ لا تُبْقِى ولا تذرُ لواحةٌ لِّلْبشرِ}.
لا تُبقي لحْما، ولا تذرُ عظْما، تحرق بشرة الوجه وتُسوِّها، من لاحته الشمسُ ولوحته.
{عليْها تِسْعة عشر}.
قال المشركون: نحن جمْعٌ كثير... فما يفعل بنا تسعة عشر؟! فأنزل الله سبحانه: {وما جعلْنآ أصْحاب النّارِ إِلاّ ملائِكة وما جعلْنا عِدّتهُمْ إِلاّ فِتْنة لِّلّذِين كفرُواْ لِيسْتيْقِن الّذِين أوتُواْ الْكِتاب ويزْداد الّذِين ءامنُواْ إِيمانا ولا يرْتاب الّذِين أوتُواْ الْكِتاب والْمُؤْمِنُون}.
فيزداد المؤمنون إيمانا، ويقول هؤلاء: أي فائدة في هذا القدْر؟ فقال تعالى: {كذلِك يُضِلُّ اللّهُ من يشاءُ ويهْدِى من يشاءُ}.
ثم قال: {وما يعْلمُ جُنُود ربِّك إِلاّ هو وما هي إِلاّ ذِكْرى لِلْبشرِ}.
أي: تقاصرت علومُ الخلْقِ فلم تتعلّقْ إلا بمقدار دون مقدار، والذي أحاط بكل شيء علما هو الله- سبحانه.
{كلاّ والْقمرِ}.
كلاّ- حرفُ ردعٍ وتنبيه؛ أي:؛ ارتدعوا عما أنتم عليه، وانتبهوا لغيرِه.
واقسم بهذه الأشياء {كلاّ والْقمرِ}: أي بالقمر، أو بقدرته على القمر.
{والّيْلِ إِذْ أدْبر} وقرئ {ودبر} أي: مضى، {والصُّبْحِ إِذآ أسْفر} أي: تجلّى.
{إِنّها لإِحْدى الْكُبرِ}.
أي: النار لإحدى الدواهي الكُبر.
ويقال في {كلاّ والْقمرِ} إشارةٌ إلى أقمار العلوم إذا أخذ هلالُها في الزياد بزيادة البراهين، فإنها تزداد، ثم إذا صارت إلى حدِّ التمام في العلم وبلغت الغاية تبدوا إعلام المعرفة، فالعلم يأخذ النقصان، وتطلع شمسُ المعرفة، فكما انه قرُب القمرُ من الشمس يزداد نقصانه حتى إذا قرب من الشمس تماما صار محاقا- كذلك إذا ظهر سلطانُ العرفانِ تأخذ أقمارُ العلوم في النقصان لزيادة المعارف؛ كالسراج في ضوء الشمس وضياء النهار. {والّيْلِ إِذْ أدْبر} أي إذا انكشفت ظُلمُ البواطن، {والصُّبْحِ إِذآ أسْفر} وتجلّت أنوار الحقائق في السرائر... إنها لإحدى العظائم! وذلك من باب التخويف من عودة الظُّلم إلى القلوب.
{نذِيرا لِّلْبشرِ}.
في هذا تحذيرٌ من الشواغل التي هي قواطع عن الحقيقة، فيحذروا المساكنة والملاحظة إلى الطاعات والموافقات... فإنّها- في الحقيقة- لا خطر لها.
{لِمن شاء مِنكُمْ أن يتقدّم أو يتأخّر} عن الطاعات... وهذا على جهة التهديد.
قوله جلّ ذكره: {كُلُّ نفْس بِما كسبتْ رهِينةٌ}.
أي: مرتهنة بما عملت، ثم استثنى:
{إِلاّ أصْحاب الْيمِينِ}.
فقال: إنهم غير مرتهنين بأعمالهم، ويقال: هم الذين قال الله تعالى في شأنهم: «هؤلاء في الجنة ولا أُبالي»!
وقيل: أطفال المؤمنين.
{فِى جنّاتٍ يتساءلون عِنِ الْمُجْرِمِين ما سلككُمْ في سقر قالواْ لمْ نكُ مِن الْمُصلِّين ولمْ نكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِين وكُنّا نخُوضُ مع الْخآئِضِين وكُنّا نُكذِّبُ بِيوْمِ الدِّينِ}.
هؤلاء يتساءلون عن المجرمين، ويقولون لأهل النار إذا حصِل لهم إشرافٌ عليهم: {ما سلككُمْ في سقر}؟ {قالوا ألم نك من المصلين} ألم نكُ نُطْعِمُ المسكين؟
وهذا يدل على أنّ الكفار مُخاطبون بتفصيل الشرائع.
{وكُنّا نخُوضُ مع الْخآئِضِين}: نشرع في الباطل، ونكذّب بيوم الدين.
{حتّى أتانا اليقِينُ}.
وهو معاينة القيامة.
{فما تنفعُهُمْ شفاعةُ الشّافِعِين}.
أي: لا تنالهم شفاعةُ منْ يشفع.
{فما لهُمْ عنِ التّذْكِرةِ مُعْرِضِين}.
والتذكرة: القرآن:
{كأنّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتنفِرةٌ فرّتْ مِن قسْورةِ}.
كأنهم حُمُرٌ نافرة فرّت من أسدٍ.
{بلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أن يُؤْتى صُحُفا مُّنشّرة}.
بل يريد كلُّ منهم أن يُعْطى كتابا منشورا.
{كلاّ بل لاّ يخافُون الأخِرة}.
أي: كلاّ لا يُعْطوْن ما يتمنُّون لأنهم لا يخافون الآخرة.
{كلاّ إِنّهُ تذْكِرةٌ فمن شاء ذكرهُ}.
إلاّ أنْ يشاء اللّهُ- لا أنْ تشاؤوا.
{هو أهْلُ التّقْوى}.
أهل لأن يُتّقى.
{وأهْلُ الْمغْفِرةِ}.
وأهلٌ لأنْ يغفِر لمن يتّقِي- إن شاء. اهـ.

.قال ابن القيم:

قوله تعالى: {فمالهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة}
شبههم في إعراضهم ونفورهم عن القرآن بحمر رأت الأسد أو الرماة ففرت منه وهذا من بديع القياس والتمثيل فإن القوم في جهلهم بما بعث الله به رسوله كالحمر وهي لا تعقل شيئا فإذا سمعت صوت الأسد أو الرامي نفرت منه أشد النفور وهذا غاية الذم لهؤلاء فإنهم نفروا عن الهدى الذي فيه سعادتهم وحياتهم كنفور الحمر عما يهلكها ويعقرها وتحت المستنفرة معنى أبلغ من النافرة فإنها لشدة نفورها قد استنفر بعضها بعضا وحضه على النفور فإن في الاستفعال من الطلب قدرا زائدا على الفعل المجرد فكأنها تواصت بالنفور وتواطأت عليه ومن قرأها بفتح الفاء فالمعنى أن القسورة استنفرها وحملها على النفور ببأسه وشدته. اهـ.

.من فوائد الجصاص في السورة الكريمة:

قال رحمه الله:
ومِنْ سُورةِ الْمُدّثِّرِ:
قوله تعالى: {ولا تمْنُنْ تسْتكْثِرُ}
قال ابْنُ عبّاسٍ وإِبْراهِيمُ ومُجاهِدٌ وقتادةُ والضّحّاكُ: (لا تُعْطِ عطِيّة لِتُعْطى أكْثر مِنْها).
وقال الْحسنُ والرّبِيعُ بْنُ أنسٍ: (لا تمْنُنْ حسناتِك على اللّهِ مُسْتكْثِرا لها فيُنْقِصك ذلِك عِنْد اللّهِ).
وقال آخرُون: (لا تمْنُنْ بِما أعْطاك اللّهُ مِنْ النُّبُوّةِ والقرآن مُسْتكْثِرا بِهِ الْأجْر مِنْ النّاسِ).
وعنْ مُجاهِدٍ أيْضا: (لا تضْعُفْ فِي عملِك مُسْتكْثِرا لِطاعتِك).
قال أبو بكْرٍ: هذِهِ الْمعانِي كُلُّها يحْتمِلُها اللّفْظُ، وجائِزٌ أنْ يكُون جمِيعُها مُرادا بِهِ، فالوجْهُ حمْلُهُ على الْعُمُومِ فِي سائِرِ وُجوهِ الِاحْتِمالِ.
وقوله تعالى: {وثِيابك فطهِّرْ} يدُلُّ على وُجوبِ تطْهِيرِ الثِّيابِ مِنْ النّجاساتِ لِلصّلاةِ، وأنّهُ لا تجوزُ الصّلاةُ فِي الثّوْبِ النّجِسِ؛ لِأنّ تطْهِيرها لا يجِبُ إلّا لِلصّلاةِ.
ورُوِي عنْ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنّهُ رأى عمّارا يغْسِلُ ثوْبهُ، فقال: «مِمّ تغْسِلُ ثوْبك؟» فقال: مِنْ نُخامةٍ فقال: «إنّما يُغْسلُ الثّوْبُ مِنْ الدّمِ والْبوْلِ والْمنِيِّ».
وقالتْ عائِشةُ: أمرنِي رسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم بِغسْلِ الْمنِيِّ مِنْ الثّوْبِ إذا كان رطْبا.
وزعم بعْضُهُمْ أنّ الْمُراد بِذلِك ما رُوِي عنْ أبِي رزِينٍ قال: (عملُك أصْلِحْهُ).
وقال إبْراهِيمُ: {وثِيابك فطهِّرْ} مِنْ الْإِثْمِ.
وقال عِكْرِمةُ: أمرهُ أنْ لا يلْبس ثِيابهُ على عذِرةٍ، وهذا كُلُّهُ مجازٌ لا يجوزُ صرْفُ الْكلامِ إليْهِ إلّا بِدلالةٍ؛ واحْتجّ هذا الرّجُلُ بِأنّهُ لا يجوزُ أنْ يظُنّ أنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يحْتاجُ إلى أنْ يُؤْمر بِغسْلِ ثِيابِهِ مِنْ الْبوْلِ وما أشْبههُ.
قال أبو بكْرٍ: وهذا كلامٌ شدِيدُ الِاخْتِلالِ والْفسادِ والتّناقُضِ؛ لِأنّ فِي الْآيةِ أُمِر النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِهجْرِ الْأوثانِ بِقوله تعالى: {والرُّجْز فاهْجُرْ}، ومعْلومٌ أنّهُ صلى الله عليه وسلم كان هاجِرا لِلْأوثانِ قبْل النُّبُوّةِ وبعْدها وكان مُجْتنِبا لِلْآثامِ والْعذِراتِ فِي الْحاليْنِ، فإِذا جاز خِطابُهُ بِترْكِ هذِهِ الْأشْياءِ وإِنْ كان النّبِيُّ قبْل ذلِك تارِكا لها فتطْهِيرُ الثِّيابِ لِأجْلِ الصّلاةِ مِثْلُهُ؛ وقال اللّهُ تعالى مُخاطِبا لِنبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {ولا تدْعُ مع اللّهِ إلها آخر} والنّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لمْ يدْعُ مع اللّهِ إلها قطُّ؛ فهذا يدُلُّ على تناقُضِ قول هذا الرّجُلِ وفسادِهِ.
وزعم أنّهُ مِنْ أولِ ما نزل مِنْ القرآن قبْل كُلِّ شيْءٍ مِنْ الشّرائِعِ مِنْ وُضُوءٍ أو صلاةٍ أو غيْرِها، وإِنّما يدُلُّ على أنّها الطّهارةُ مِنْ أوثانِ الْجاهِلِيّةِ وشِرْكِها والْأعْمالِ الْخبِيثةِ، وقدْ نقض بِهذا ما ذكرهُ بدِيّا مِنْ أنّهُ لمْ يكُنْ يحْتاجُ إلى أنْ يُؤْمر بِتطْهِيرِ الثِّيابِ مِنْ النّجاسةِ، أفتراهُ ظنّ أنّهُ كان يحْتاجُ إلى أنْ يُوصى بِترْكِ الْأوثانِ فإِذا لمْ يكُنْ يحْتاجُ إلى ذلِك؛ لِأنّهُ كان تارِكا لها وقدْ أجاز أنْ يُخاطب بِترْكِها، فكذلِك طهارةُ الثّوْبِ.
وأمّا قولهُ: إنّ ذلِك مِنْ أولِ ما نزل، فما فِي ذلِك مِمّا يمْنعُ أمْرهُ بِتطْهِيرِ الثِّيابِ لصلاةٍ يفْرِضُها عليْهِ وقدْ رُوِي عنْ عائِشة ومُجاهِدٍ وعطاءٍ أنّ أول ما نزل مِنْ القرآن: {اقرأ بِاسْمِ ربِّك الّذِي خلق}. آخِرُ سُورةِ الْمُدّثِّرِ. اهـ.